h (' http://www.hawaalive.com/girl-games/themes/default/assets/fonts/ge_dinar.eot');

الجمعة، 27 مايو 2016

تاريخ الاتصال البشري



لقد تناول بعض دارسي الاتصال الاجتماعي ظاهرة الاتصال عن طريق الكلام على انها مرحلة تطورية لمرحلة سبقتها و هي الاتصال عن طريق الاصوات و قد زعموا ان الانسان البدائي لم يكن يعرف الكلام الذي نتحدث به، و نحن على يقين ان اولاء الدارسين يستندون في استنباطهم هذا الى النظرية التطورية التي تنسب الانسان الى اصول حيوانية و يمكننا تفنيد ما زعموا من خلال قول الله جل و علا '' وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة'' سورة البقرة.

ومما لا شك فيه ان الله تعالى قد لقن آدم عليه السلام كل الأسماء التي يستخدمها في اتصاله بخالقه و مع زوجته حواء و بنيه ليعمروا الأرض
كما ان الله تعالى قد خلق آدم على هيأته اي كما أنزله الى الارض كامل الخلقة

وقال تعالى ''فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم" سورة البقرة

اما كلمة انسان بدائي فيمكن القول ان البشرية قد تعلمت اصول الدفن من اول ابناء آدم عليه السلام و الذي تعلم بدوره من غراب.

و بالرغم من ان البشرية لم تخلو من الاقوام الجاهلة الا ان الكلام كان فطرة في الانسان حيث يقول الله تعالى :'' فلما بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج و مأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا و بينهم سدا ".

وفي قوله تعالى "قالوا" معنى صريح على وجود لغة للاتصال ومما يؤكد اتصالهم عن طريق لغة الالفاظ هو المعاني الكثيرة و المتنوعة التي اراد اولاء القوم ايصالها لذي للقرنين.

هذا لا ينفي استخدام الانسان للرموز و الايحاءات الجسدية للاتصال مع قومه كما ورد في قوله تعالى" قال رب اجعل لي آية قال آيتك ان لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى اليهم ان سبحوا بكرة و عشيا"
وهذا دليل صريح على استخدام زكرياء عليه السلام الرمز في اتصاله بقومه.

و بالاستناد الى مثال آخر يؤكد ما ذكرنا آنفا لم يكن من الممكن استعمال الحاسوب اثناء اختراعه دون برمجة لغوية تمكن الانسان من تحويل لغة الكلام الى كتابات رقمية.

وعلى هذا الاساس يمكننا القول ان فكرة  تواصل الانسان في اوائل تواجده على الارض عن طريق الاصوات قبل الكلام امر منفي كما تم بيانه.

ولعل معرفة طريقة الاتصال في القديم و تطورها ليست بالامر المهم الذي يؤدي بنا الى تحريف تاريخ الاتصال البشري طالما ان معانيه وافكاره قد وصلتنا سواءا عن طريق الميراث المعماري او الغيبي عن الله عز وجل او الكتابي و الشفهي عن طريق السلف الصالح الذي حرص على نقله دون تحريف او خطأ.


بقلم هدور موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق